***

 

 

استقر الصبي في قعر الطبق كما يستقر المشمش في فم أدرد! أمسك به جارهم. أخذه إلى الحجام. مَرَّرَ يديه من تحت ركبتيه. وضع ظهر الطفل إلى صدره. أحكم قبضته عليه. قدمه كالقربان للحجام بعد أن خضع لكل طقوس الزينة والاغتسال والتلبيس.. وضعه في طبق مليء بفضلات النعاج! يقال أن الحجام يستعين بواحدة منها، حسب المقاس، كي يضعها حاجزا بين القُلْفَة والمقص! يقيس بها حجم اللحم الذي سيطاله مقصه!

"يُفَرْكِل" الطفل بقوة. تتسرب كويرة من الفضلات إلى مؤخرته. تتحرك قواه الدفاعية الطبيعية لطردها. يضرط ويقذفها كما تنقذف الرصاصة من المسدس. تشغل كويرة أخرى مكانها. الطبيعة تكره الفراغ. تحركت أمعاؤه من روع الضغط والمقاومة.. سال محتواها. اختلطت الفضلات!

عويل ونحيب.. غناء ورقص.. أكل وشراب.. حَرٌّ وعرق.. بول وغائط.. مرق وكسكس.. شاي وقهوة.. أنفاس وفساء...

ارتاح الأب بعد أن انتهى الحجام من عمله. انقطع نحيب الأم بمجرد سكوت طفلها. نهض الأب مبتسما وكأنه يلقي نظرة الوداع على مدعويه.

 

 

***