***
يحكى أن قوما استوطنوا القرية منذ زمن قديم، كانوا وَلِعِين أشد الولع بتربية الدواجن. يهتمون بكل الأشياء المرتبطة بها. الاجتهاد في إعداد خُمِّهَا. تسريع تبييضها. تفريخها على مدار السنة. تحسين نسلها. جعل ذكور فئات أخرى من الطيور الشبيهة بفصيلتها تعيش مع الإناث كي تعطي نكهة خاصة للبيض وتعدل بعضا من جينات الفراخ. اكتشفوا التعديل الجيني مبكرا!
كان لدى أحدهم ديكة من نوع فريد. تشبه هيئة الديك الرومي من حيث الهيئة والسمنة. صدر غليظ. عنق ممتلئ. صفات لحمية تجمع بين لذة الديك البلدي والديك الرومي. اقترب منه بعض مربي الدجاج قصد معرفة الوصفة. سلطوا عليه فتيات ونساء لإغرائه. تجسسوا عليه بمختلف الطرق. لم تنفع معه حيلة.
تسلل أحد العارفين بأحواله إلى شجرة مجاورة لمنزله وخُمِّ دجاجه قبل استيقاظه بنصف ساعة. رَصَدَ حركاته وسكناته. عرف ولعه بالنهوض المبكر. راقبه. نهض الرجل. بال. حضَّر أكل الدجاج. قبض ديكا في مقتبل العمر. وضعه بين رجليه. نتف ريش مؤخرته. قلب دبره. عزل خصيتيه. بَغَجَهُمَا* (ضغطهما) بأصبعيه. صاح الديك بشدة:
- غِيطْ.. غِيييطْ.. غِيييطْ...
ها نحن أمام فصيلة أخرى من فصيلة بَاغِجِي خصي الديكة!
لازم الشيخ خُمَّ دجاجه. يجمع البيض. يُطْعِمُ. يفض نزاعات الديكة. يفقس بيضة من حين لآخر ويعب محتواها. يقف.. يجلس.. خادما دواجنه بحسب تأويلاته لرغباتها!
غالبه النوم. جر حصيرا قديما تحت ظل الشجرة المجاورة لمسكنه ونام. انتقلت عدوى النوم إلى جاسوس الدجاج المعلق منذ الصبح. شخر. جاءت دوامة غبار عنيفة. حركت الشجرة بسرعة. سقط الجاسوس فوق حصير الشيخ.
* بَجَعَ (عربية)، يقال للديك خاصة عند إخصائه.. وربما كان هذا أصل الكلمة الدالة على طيور البجع!
***