***
لا تنتظروا حديثا عن الـ"bébé" (الفاتن الصغير) أو عن فيلم "This is a baby doll" لإيليا كزان أو عن الديك الرومي الذي وظفه إمير كوسطوريكا "Emir Kusturica" في فيلمه "زمن الغجر".. إنه "بيبي" من إنتاج مغربي خالص! منتوج وطني صرف!
يرمي له حبة الذرة ويربطها بخيط غير مرئي. ينتظر إلى أن تستقر الحبة في حويصلة الديك الرومي. يجر الخيط بسرعة. يعيد رمي الحبة مرة أخرى.. ومرة أخرى.. تتوالى المرات.. يعيد الديك الرومي نفس العملية. يبتلعها وتسحب منه. يسيل منقاره دما. يشفق على نفسه من ساديته وعلى البيبي من مازوخية فينصرف!
يرى في تل الغبار (البَدُّوزَة)* بِيبِيًّا آخر يطارد دجاجة في مقتبل العمر. شابة. ممتلئة بالحيوية. عالية الحساسية. يحكم قبضته عليها بعد أن راوغته مرات جعلته يرتطم ارتطامات مضحكة ببعض قطع الروث المتحجرة. أطبق بمنقاره البليد على أعلى عنقها. غرس رأسها في الغبار. اعتلى ظهرها. بدأ يتحرك يمينا ويسارا فوق ظهر الدجاجة محاولا وضع شيئه في شيئها. بدأ دبيب النشوة يصعد إلى جمجمته كما تعلن أوداجه المحمرة ذلك. تنسل الدجاجة من تحته كما تنسل الإبرة من إست المريض. يلبث جاثما فوق تل الغبار. يحك شيئه بطريقة عجيبة على الغبار باحثا عن شيء الدجاجة الفارة! يصدر أصواتا متنوعة:
- بَرْبَرْبَرْبَرْبَرْ.. عَرْعَرْعَرْعَرْعَرْ.. قَجْقَجْقَجْقَجْقَجْ...
في لحظة تفكير، اعتبر نفسه من حاملي أعراض مرض نفسي خاص.. كارهي البِيبِي!
* مكان لتجميع فضلات البهائم: دِمْنَة أو مزبلة.. وهي كلمة أمازيغية (أَبدُّوزْ).. ويجمع الفلاح بهذا المكان فضلات الحيوانات غير بعيد عن مسكنه قصد تحويلها إلى سماد طبيعي لجنيناته...
***