***
عندما كانت سيارة الدرك من نوع "Jeep" أو "Land Rover" أو أية سيارة أخرى يستعينون بها للقبض على بائعي "الكِيف"* والحشيش وسراق المواشي والمحاصيل.. ينصرف كل الناس وكأن الأرض تبتلعهم! الكل يصبح متهما. يتحول رجال الدرك إلى غرباء وكأنهم يحلون بأمكنة مهجورة. لا يجدون من يسألون أو يكلمون. وحده الفقيه دليلهم.. الشاحنات والجرارات وحدها كانت تجعل الناس يخرجون مطمئنين.. فهي إما حاملة للعلف أو قادمة لاشتراء فواكه "الهندية" التي تُحَوِّلُ أصابع المشتغلين بها إلى ما يشبه البالونات الصفراء جراء التقيحات الناتجة عن وخزات الأشواك الدقيقة العالقة بفاكهة الصبار العجيبة.
كان البعض يشتري فواكه مزارع "موريس" وضيعات "روبير" ويعكف هناك إلى أن تخرف الفواكه.. تظهر خلال هذا الفصل فصيلة تشتغل في الجنينة وتنام في الجنينة وتأكل من الجنينة وتقضي بالجنينة مآرب أخرى.. لا تعثر، وأنت المار بجانب صفوف الصبار، إلا على قطع فضلات غليظة كآثار أركيولوجية دالة على وجود فصيلة آكلي الهندية، مقيحي الأصابع!
* القنب الهندي.
***