***
لم يستسغ العديد من شباب القرية الطرق التي آلت إليها ضيعات المستعمر إلى بعض الوجهاء بعد اندحار الاستعمار وجلائه عن القرية! ظل البعض ينتظر فرصة إعادة قسمة الأراضي السقوية من طرف السلطة(؟) بفارغ الصبر. لم يعد البعض يمتلك ولو قطعة أرض يغرس بها بعض صفوف الصبار كي تحمي عورته أثناء قضاء حاجته.. الصبار مرحاض الناس هنا.. ملاذ العاشقين للاختلاء.
- الفلاح دون قطعة أرض جريمة! يقول الأول.
- الأرض لمن يفلحها! يعقب صديقه.
الأمور ليس كذلك هنا. لا حق للمرأة في الأرض. لا حق لمن غادر القرية في الأرض.. الأرض للرجال ولمن بقي هنا.
وقف الاثنان في وجه الشيوخ وأتباع القائد كي ينال كل من في القرية والمنبثقين من أصولها نصيبهم من الأرض. كان وقع الصدمة قويا على الشيوخ حين اصطف الناس في صف الشابين. أعلنوا تأجيل المسألة إلى غاية رفع الأمر إلى القائد.
كان ليل القرية غارقا في الأحلام بعد أن سرى الخبر بين النساء والشباب. لم ينم أحد تقريبا. سرى الهمس واختلط باللمس.. بعض لحظات التوتر قد يخففها التَّمَاس!
***