***

 

 

دأب الگَرَاطِيط، نساء ورجالا، على نتف شعر عاناتهم وآباطهم كما تُنْتَفُ الديكة بعد الذبح! وهناك من يقطعه بالمنجل عندما يطول كما يُحْصَدُ الزرع بعد نضجه!

وهذا سر ما يفسر تناثر الشعر العالق بأغصان أشجار السِدْر والطلح!

يلجأ المراهقون من فصيلة الگَرَاطِيطِ إلى التباهي بتطويل شعرهم غير المكشوف عبر طرق عجيبة عديدة. يَحُكُّونَ على منابت الشَّعر الفراشات مباشرة بعد اصطيادها. يطلونها بدم طائر "الشرقراق". يغسلونها ببول الأتان. يدعكونها بمستحلب شجر التين.. يلتصق الزغب البري المتوحش ببعضه البعض. تتورم منابته وتحمر. تفوح منه الروائح بفعل التعفن. يمشي المصابون بالتقرح أو التعفن من فصيلة الگَرَاطِيطِ رافعين أيديهم وكأن مخبرا يهددهم بالقتل في فيلم بوليسي! وهناك السائرون منهم بأرجل متفرقة وكأنهم عبيد مكبلون زمن النخاسة البئيس!

عجيب حال هذه الفصيلة.. فصيلة قاتلي الفراشات!

أما فصيلة مستعملي بصل العنصل الذي ينفخ الأجزاء الحساسة من الجسد فلهم فيه مآرب تغليظ وتطويل العصب الأقوى أسفل بطونهم الملتصقة على أضلعهم كمرضى الفاقة الغذائية! يَحُكُّونَهُ على بضاعتهم.. يسري المفعول.. يشتعل الحريق في المحرك.. وحين تكاد أجزاؤه تنفجر.. تَجِدُهُم يسكبون الماء على ما سخن أو يضعون الشيء الساخن في إناء ماء كما يضع الحداد قطع الحديد الساخن في الماء البارد!

- فُوفْ.. تُوشْ.. آحْ...

لا شيء يهم الگَرَاطِيطِ.. المهم طول الشعر ونضج فواكه الغابة!

 

 

***