***

 

 

حين كان يدخل سينما "Armor" (آرمور) يفضل الجلوس قرب المراحيض. لا يكتفي بالبصر والسمع.. يشم رائحة الأفلام أيضا! من حين لآخر يرمق ما يشبه الشبح يغسل شيئا يشبه اللحم في المراحيض ويضعه بمقادير مختلفة في حاويات من البلاستيك. كان يعتقد أن الأمر مجرد انعكاس للضوء على حيطان المرحاض. لم يكن يطيل التفكير في ذلك لأن الرقص والغناء والمعارك.. تقطع عنه تتبع الفيلم الآخر المنعكس على حيطان السينما السوداء بفعل مسح الكَمَرَات والغائط على الجدران. لم يكن بمراحيض سينما آرمور مصابيح ضوئية. الضوء الوحيد هو ضوء السينما ذاتها. لا يأتي الناس للفرجة في سينما آرمور بل يأتون لارتباطهم النفسي المرضي بما يقع فيها، ما يشبه الصَّرْع. ما يشبه الفرجة. ما يشبه الجذبة. ما يشبه الشبه!

 

 

***