***
تمسك العرجاء كما يلقبها أهل القرية ابنها الصغير بين ركبتيها وهي تُسَرِّحُ رجليها الضامرتين وتطويهما جزئيا نحو بطنها. يترنح الصبي باكيا بكل قواه. تفتح فمه ضاغطة بإصبعين على خديه تَارِكَةً الثالث يتدلى صوب لهاته. تمسك بيدها كأس المحلول الذي وصفه لها الفقيه. تسكب بكياسة بعض المحتوى فوق أصبعها المتدلي. يصل المحلول إلى عمق فم الصبي. يتدارك ذلك بعد أن فاجأه انسياب السائل داخل فمه.. يختلط الشهيق والزفير والصياح بالمحلول فتصبح شهقته كشهقة الطارد للموت أثناء الغرق!
محت العرجاء تميمة خُطَّتْ على كاغد أزرق مبتور من لفافات قوالب السكر. لون لا كالألوان يحتويه الكأس! بعض من زرقة الكاغد.. بعض من سواد صمغ الكتابة المصنوع من الصوف المحروق المذاب بالماء في دَوَاة الفقيه ذات الرائحة العطنة.. بعض من دَرَن أصابع أمه.
يستسلم الصبي مجبرا على ابتلاع الخليط! ينام.. يشخر.. يقفز مفزوعا.. يصيح وسط النوم...
***