***
أخبر الإبن أحد رفاقه في المراعي بأنه لا يفكر في الزواج مخافة ألا تتلاءم زوجته وأمه.. فحبهما سيشعل النار في دماغه، لا يريد أن يصبح بين فَكَّيْ تمساح جائع: نار أمه الضريرة ونار زوجته المشتعلة النَّضِرَة النَّاظِرَة!
يقال بأن أفعيين لا تسكنان جُحْرًا واحدا.. فغالبا ما يشبِّه أهل قريته المرأة بالأفعى.. والسبب مجهول طبعا لكنه قابل للتأويل: المرأة طيعة الالتواء، ناعمة الجلد، تنزلق بسهولة، جسدها قابل للانعطاف أكثر من جسد الرجل... لهذا يسمونها كذلك، وكفى...
اكتفى الإبن بخرافه ووجد فيها كل ما يحتاجه.. إذا افترضنا زواجه من فتاة ناعمة، بضة، تحفظها العادات في الظل كما تحفظ العُلَبُ الأشياء، فأي فتاة ستقبل أن يلامسها جِلْدُ بَطْنِ يَدِه الذي يشبه القشرة الجلدية المشققة لأرجله؟ لا يمكن أن يمرر يدا أو رجلا كهذه فوق أي جسد، بل إنها لم تعد تسعفه ولو للإمساك بما بين فخذه أثناء البول أو الاستمناء.. يده لم تعد كما كانت زمن المُرَبَّى.
***